الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
79504 مشاهدة
باب في السواك

...............................................................................


الباب الذي بعده باب السواك:
يذكرون تحت هذا الباب سنن الفطرة والآداب ليس خاصا بالسواك، ولكن البحث في السواك أكثر، فلذلك قالوا باب السواك بعضهم يقول :باب السواك وسنن الفطرة. السواك هو العود الذي يتخذ من الأراك أو من الزيتون أو من العراجين؛ يدلك به الفم، ينظف الأسنان وينظف الفم، ويزيل رائحة الفم التي تكون بسبب بقايا الأكل أو نحو ذلك، ويحفظ الأسنان عن التلوث وعن التآكل، ففوائده عظيمة.
جاء في الحديث: السواك مطهرة للفم مرضاة للرب يعني أنه يرضي الله تعالى، وأنه ينظف الفم ويطهره من الروائح ونحوها. يكون بعود رطب لا يتفتت ولا يجرح الفم، والاختيار والمعتاد أنه من عود الأراك، وفيه قد بحثه كثير من العلماء، وألف فيه بعض المتأخرين رسالة قدمها للماجستير عنوانها: السواك خلف المجهر. يعني أن الناس يصغرون شأنه ويحتقرونه ولكن نكبره كما يكبره المجهر. نبحث فيه فجعله كتابا كاملا، قدمه لنيل شهادة دراسية مما يدل على أهميته. السواك مسنون مطلقا يعني: في كل الحالات، وفي كل الأوقات يعني: في كل زمان يسن أن يستعمل السواك يدلك به أسنانه.